نتبعه، إلا أنه حذف اكتفاء بالظاهر الذي هو {نَتَّبِعُهُ} ولا يجوز إظهاره، ولا يجوز أن يكون منصوباً بـ:{نَتَّبِعُهُ} ؛ لأنه عامل في (الهاء) ، ولا ينصب أكثر من مفعول واحد، ويجوز في الكلام الرفع، على الابتداء و {نَتَّبِعُهُ} الخبر، إلا أن النصب أجود؛ لأن الاستفهام أولى: لأنه يقتضي الفائدة، والفائدة أصلها أن تكون بالفعل.
أحدها: أنه منصوب بإضمار فعل يدل على {خَلَقْنَاهُ} كأنه في التقدير: إنا خلقنا كل شيء خلقنا، ثم حذف على ما تقدم في قوله:{أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا}[القمر: ٢٤] ومثله: زيداً ضربته، إلا أنه مع الاستفهام أجود.
والثاني: أنه جاء على ما هو بالفعل أولى؛ لأن {إِنَّا} يطلب الخبر في {خَلَقْنَاهُ} فهو على قياس: أزيداً ضربته، وهذا الوجه في القوة مثل قوله:{أَبَشَرًا مِنَّا}[القمر: ٢٤]
والثالث: أنه يدل على البدل الذي المعنى يشتمل عليه، كأنه قال: إن كلا خلقناه بقدر، وكان سيبويه يقول: الرفع أجود هاهنا، إلا أن العامة أبوا إلا النصب.