الناضرة: الناعمة الحسنة البهجة، وهو قول الحسن، وقال مجاهد: مسرورة.
و {نَاظِرَةٌ} : مبصرة، ودخل {إِلَى} يدل على أن {نَاظِرَةٌ} بمعنى: مبصرة؛ لأنه لا يقال: نظرت إليه، بمعنى: انتظرته، وأما من زعم أن المعنى: ثواب ربها منتظرة، فليس بشيء؛ لأن الله تعالى أخبر أنهم في النعيم والنضرة بقوله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} ، ولا يقال لمن كان في النعيم: هو منتظر للثواب؛ لأن النعيم هو الثواب.
وقد حمل قوماً تعصبهم أن زعموا أن {إِلَى} واحد (الآلاء) ، وليست بحرف، وكأن التقدير: نعمة ربها ناظرة؛ لأن الآلاء: النعم، وهذا لا يجوز لما قدمنا ذكره من أنه من كان في النعيم فلا يقال: هو منتظر النعم.
وقد تناصرت الأخبار بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، وهي مشهورة في أيدي الناس، مع دلالة قوله تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين: ١٥] ؛ لأنه لو كان غيرهم محجوباً لما كان في ذلك طرداً لهم ولا تعنيفاً؛ لأن المساواة قد وقعت فإذا كان أعداء الله محجوبين عنه، فأولياؤه غير محجوبين.
{السَّاقُ} : الشدة، يقال، قامت الحرب على ساقها، أي: على شدة، وأصله: أن الإنسان إذا عانى أمراً شديداً كشف عن ساقه، ومنه قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}[القلم: ٤٢] ، عن شدة، قال الراجز: