للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما: أن يكون معطوفاً على المضمر في (برئ) وحسن العطف عليه وإن كان غير مؤكد؛ لأن قوله تعالى: {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} قام مقام التوكيد.

والثاني: أن يكون ميتدأ، والخبر محذوف تقديره: ورسوله برئ أيضاً، ثم حذف الخبر لدلالة خبر (أنَّ) عليه.

وذكر سيبويه وجهاً ثالثاً: وهو أن يكون معطوفاً على موضع (أنَّ) ، وهذا وهم منه؛ لأن (أًنَّ) المفتوحة مع ما بعدها في تأويل المصدر، فقد تغيرت عن حكم المبتدأ وصارت في حكم (ليت) و (لعل) فكأن في إحداثها معنى يفارق المبتدأ، فكما لا يجوز العطف على مواضعهن فكذلك موضع (أنَّ) لا يجوز العطف عليه، وإنما يجوز العطف على موضع (إنَّ) المكسورة، كما قال الشاعر:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب

ولعل سيبويه توهم أنها مكسورة فحمل على موضعها، وقد قرئ في الشواذ {إنَّ اللَّهِ} بالكسر، ولعله تأول على هذه القراءة.

فأما النصب: فعلى العطف على اللفظ، ومثله قول الراجز:

إن الربيع الجون والخريفا يدا أبي العباس والصيوفا

وأما الجر: فحمله قوم على القسم، وهي قراءة بعيدة شاذة.

* * *

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: ٣٤] .

يسأل عن موضع {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ} من الإعراب؟ وفيه جوابان:

<<  <   >  >>