والفرق بين الكلام والكلم: أن (الكلام) يقع على الجملة القائمة بنفسها، نحو قولك: زيد قائم، و (الكلم) إنما هو جمع كلمة، كلبنة ولبن وخلفة وخلف، أنشد الفراء:
مالك ترغين ولا ترغو الخلف
وتضجرين والمطي معترف
ومما يسأل عنه أن يقال: علام يقوم الضمير الذي في قوله: {يَرْفَعُهُ} ؟
وفيه ثلاثة أجوبة:
أحدهما: ان المعنى: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب.
والثاني: أن المعنى: والله يرفعه.
والثالث: أن الكلام يرفع العمل الصالح، ويجوز في {الْعَمَلُ} على هذا الوجه النصب بإضمار فعل تقديره: ويرفع الكلم الطيب العمل الصالح يرفعه، ذم حذفت؛ لأن الثاني يفسره، ومثله: قام زيد وعمراً ضربته وأجاز الفراء أن تنصب على تقدير: يرفع الله العمل الصالح يرفع، فيكون {اللَّهِ} فاعلا.