للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ} بالرفع جعلاه بدلاى من قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} ، كأنه في التقدير: وما أدراك ما يوم لا تملك.

وقرأ الباقون بالنصب على البدل من قوله: {يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ} [الانفطار: ١٥] ، وهذا قول البصريين، وقال الكوفيون: هو في موضع رفع، إلا أنه مبني؛ لأنه مضاف إلى الفعل، والبصريون يقولون: إذا أضيف إلى فعل معرب لم يبن. وإنما إذا أضيف إلى فعل مبني كالماضي.

{ومن سورة المطففين}

قوله تعالى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: ١-٣] .

التطفيف: التنقيص، ويروى عن ابن مسعود أنه قال: الصلاو مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد سمعتم ما قال الله تعالى في المطففين.

والرفع في المصدر الذي ليس له فعل الوجه، نحو قوله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ، فإن كان له فعل كان الوجه النصب، نحو: حمداً وشكراً، فلذلك أجمع القراء على الرفع والنصب جائز.

قال الفراء: نزلت هذه السورة أول ما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وكان أهلها إذا تبايعوا كيلاً أو وزناً استوفوا وأفرطوا، وإذا باعوا نقصوا، فنزلت {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: ١] ، فآمنوا فهم أوفى الناس كيلاً إلى يومهم هذا.

<<  <   >  >>