قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ} بالرفع جعلاه بدلاى من قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} ، كأنه في التقدير: وما أدراك ما يوم لا تملك.
وقرأ الباقون بالنصب على البدل من قوله:{يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ}[الانفطار: ١٥] ، وهذا قول البصريين، وقال الكوفيون: هو في موضع رفع، إلا أنه مبني؛ لأنه مضاف إلى الفعل، والبصريون يقولون: إذا أضيف إلى فعل معرب لم يبن. وإنما إذا أضيف إلى فعل مبني كالماضي.
التطفيف: التنقيص، ويروى عن ابن مسعود أنه قال: الصلاو مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد سمعتم ما قال الله تعالى في المطففين.
والرفع في المصدر الذي ليس له فعل الوجه، نحو قوله:{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ، فإن كان له فعل كان الوجه النصب، نحو: حمداً وشكراً، فلذلك أجمع القراء على الرفع والنصب جائز.
قال الفراء: نزلت هذه السورة أول ما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وكان أهلها إذا تبايعوا كيلاً أو وزناً استوفوا وأفرطوا، وإذا باعوا نقصوا، فنزلت {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}[المطففين: ١] ، فآمنوا فهم أوفى الناس كيلاً إلى يومهم هذا.