قال علي بن عيسى: أنفوا من اتباع بشر؛ لأنه من جنسهم، فهو كما قال في موضع آخر {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ}[القمر: ٢٤] ، وكل متكبر من العباد مذموم؛ لأن كبره طريق إلى ترك تعلم ما ينبغي أن يتعلم، والاتباع لمن ينبغي أن يتبع.
ويقال: ما معنى {أَبَشَرًا} هاهنا؟
والجواب: أن البشر والإنسان سواء، وقيل: إنه مأخوذ من البشرة وهو ظاهر الجلد.
وفي رفع {أَبَشَراٌ} وجهان:
أحدهما: أنه فاعل بإضمار فعل يدل عليه {يَهْدُونَنَا} ، كأنه قال: أيهدينا بشر يهدوننا، وإنما احتجت إلى لإضمار فعل؛ لأن الاستفهام بالفعل أ, لى.
والقول الثاني: أنه مبتدأ {يَهْدُونَنَا} وخبره، وهو قول أبي الحسن الأخفش.