والحَجِيج أيضاً والحَجَاة، وليس من هذا: النُّفَاخة على رأس الماء من المَطَر قالت الحنفيَّة:
أقلِّبُ طرفي في الفوارسِ لا أرى ... حِزَاقاً وعيني كالحَجَاةِ من القَطْرِ
وجمع حَجَاة حَجًى. ويقال: حَجَا بالمكان، إذا أقام به. فأمَّا الحَجْو فالضَّنُّ بالشيء. ومنه اشتقاق حَجْوة، وهو اسمٌ. وكذلك حُجَيَّةُ، وهو تصغير حَجْوة. وكان أَصله حُجَيْوَة فنقُلت عليهم الواو بعد ياء ساكنة فقلبوها ياءً وأدغموا الياءَ في الياء. والحِجا: العقل. ويقال: فلانٌ حَجِيٌّ بكذا وكذا، أي جدير به. ويقال: أحْجِ به أن يفعلَ، كما يقولون: أجدِرْ به أن يفعل. والحُجَيَّا من قولهم: حاجيتُك في كذا وكذا، وهي المحاجاة، وهو من اللعِب الذي يلعب به الصِّبيان في قولهم: ما كذا وكذا؟ فإذا أصاب قالوا: لك فرضٌ. ولغةٌ لأهل اليمن يندُبون به الميِّت، يقولون: يا حُجَيَّا عليك! أي ضِنِّي بك. والحُجَيَّا: تصغير حَجْوَى، مقصور.
ومن رجالهم: خُنَيس بن حُذَافة، وهو زوجُ حفصةَ بنتِ عمر رضي الله عنه قبلَ النبي صلى الله عليه وسلم، هاجر إلى الحبَشة، وقُتِل يومَ بدرٍ مسلماً.
ومن أشرافهم: أبو العاص بن قيس، قُتِل يومَ بدرٍ كافراً. وقد مرّ.
ومنهم: نُبَيْه ومنبِّه ابنا الحَجَّاج، قُتِلا يومَ بدرٍ كافِرَين، وكانا سيِّديْ بني سَهْم، وفي ذلك يقول أبو عَزَّة، وكان شاعرَ قريش:
تَركوا نُبَيهاً خَلْفَهمْ ومُنَبِّها ... وابنَيْ ربيعةَ خير خَصْمِ فِئامِ