اشتقاق الأسْد من قولهم: أسِدَ الرجل يَأسَدُ أَسَداً، إذا تشبّه بالأسَد. وفي حديث أمِّ زَرْع: إنْ دخَل فَهِد، وإنْ خرَجَ أسِدَ أي تشبِّه بالفَهْد إذا دخَل، لتغافُله وتناعُسه، وبالأسد إذا خرجَ لتيقُّظه وشِدَّته.
ولدَ الأسْدُ: مازنَ بن الأسْد، وهو أكبر ولده، وقد مرَّ تفسير مازن.
فولد مازنٌ: ثعلبةَ وقد مرَّ تفسيره.
وولد ثعلبةُ: امرأ القيس وهو البِطريق. فولد امرؤ القيس: حارثةَ، وهو الغِطريف. وولد حارثةُ: عامرَا وهو ماء السماء. وولد عامرٌ: عمراً، وهو مُزَيْقِيَاء، كان يمزِّق عنه كلَّ يومِ حلَةً لئلاّ يلبسَها أحدٌ بعده.
فمن بني مازنٍ: بنو جَفنة بن عمرٍو ومزيقياءَ بن عامرٍ، من ملوك الشَّام، الذين يقال لهم مُلوك غَسَّان.
والجَفْنة إمَّا من الجَفنة المعروفة؛ أو من الجَفْن وهو الكَرْم. وجَفْن السَّيف وجفنُ الإنسان معروف. ومثلٌ من أمثالهم:" عِندَ جُفَيْنةَ الخبرُ اليَقين ". وتقول العامة: جُهَينة، وهو خطأ، ولهذا حديث.
ولدَ عمرُو بن عامرٍ: الحارثَ، وهو مُحرِّقٌ، وهو أوّل من عَذّب بالنار. وثَعْلبةً، وهو العَنْقاء، سُمِّي بذلك لطُول عنقه. وذُهلَ بنَ عمرو بن عامرٍ، من ولدِه أساقفةُ نَجْرانَ الذين وفَدوا على النبي صلى الله عليه وسلم.
وإنَّما سمَّوا ولد جَفْنة غَسّانَ بماءِ نزلوه، ليس بابٍ ولا أمٍّ. فَمنْ شرِب من هذا الماء سُمِّي غسّانِياً، واسم الماء غَسَّان، ومَن سُمِّي من سائر الناس غَسَّانَ فاشتقاقه من الغُسَنِ. والغُسَنُ: الخُصَل من الشَّعر، الواحدة غُسْنة. أو يكونُ من قولهم: غَيْسان الشَّباب، وهو أوّلهُ وطَرَاءته.