للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان على النبي صلى الله عليه وسلم دِرعانِ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أوجَبَ طَلْحَةُ "، أي استحقَّ الجنَة.

وكان محمدُ بن طلحة من خيار المسلمين، قُتِلَ يوم الجمل.

حدثني السًّكَنُ بن سعيدٍ الجرموزي عن عليّ بن نصر الجَهْضَمِيّ، يَسُوق الحديثَ إلى ابن أُذينةَ العبديّ قال: لمَّا بلغَنَا بالبصرة قدومُ طلحةَ والزُّبير وعائشة رضي الله عنهم قلت: والله لأستقبلنَّهم في الطريق قبل أن يَغلِبَني عليهم الناس. قال: فرِكبتُ فرس وخرجتُ فلقيتُهم وقد ارتحلوا من سَفَوان مُقْبِلين، فنظرتُ فإذا برجلٍ عليه سيما الخير، يَسيرُ على فرِسه من ناحية القوم، وإذا هو محمد بن طلحة، فقلت: ناشدتُك الله، عند مَنْ دمُ عثمان؟ فقال: أمَّا إذْ ناشدتَني فإنَّ دم عثمان ثلاثةُ أثلاثٍ: ثُلُث عند صاحب الكوفةِ يعني عليَّاً، وثُلُث عند صاحبِ الهودج يعني عائشة، وثلثٌ عند صاحب الجملِ الأحمر. فسمِعَتْه عائشةُ فقالت: فعَلَ الله بك وفعل! فقال: يرحَمُكِ اللهُ يا أُمَّهْ. وسمع طلحةُ قوله فقال: هل تابَ امرؤٌ أكثَرَ منم بذله نفسَه للقتل.

وكان شعارُ أصحابِ عليٍّ رضي الله عنه يوم الجمل: " حَم لا يُنْصَرون ". فلما بَوَّأ الأشترُ النَّخَعي لمحمد بن طلحة الرمحَ قال: حم. فطعنه الأشترُ وقال:

يذكِّرني حَم والرُّمحُ شاجرٌ ... فهلاَّ تلاحم قبلَ التقدُّمِ

<<  <   >  >>