ومن رجالهم في الجاهليَّة وسادتهم: عامرٌ ذو المَجَاسد، كان سيِّدَهم في الجاهليَة، وصاحبَ مِرباعِهم. وسمِّي ذا المجاسد لأنَّه كان يصبُغ ثوبَه بالجِساد، وهو الزَّعفران. والجَسَد: الدَّمُ بعينِه. وثوبٌ جَسِدٌ: مصبوغَ بحُمرة أو صُفرة. قال الشاعر:
فلا لَعَمْرُ الذي مَسَّحتُ كَعبتَه ... وما هُرِيقَ على الأنصاب من جَسَدِ
يعني الدم.
وقيل للزَّبرقان بن بدرٍ: إنَّك من بني عامرٍ ذي المجَاسد، فقال:
إنْ أكُ من كعبٍ بن سعدٍ فإنِّني ... رَضِيتُ بهم من حَيِّ صِدقٍ ووالدِ
وإنْ يكُ من كعبِ بن يَشكُرَ مَنْصِبي ... فإنَّ أبانا عامرٌ ذو المَجاسدِ
ومنهم: الحارث بن قَتَادة بن التَّوأم، الذي كان يناقِض امرأَ القيس بن حُجْرٍ ويتعرَّض له والقَتَاد: ضربٌ من الشجر كثيرُ الشَّوك، وبذلك جَرَى المثل:" خَرْطُ القَتَاد ". التَّوأم: ضدُّ الفَرد. وكلُّ اثنينِ توأمٌ. ومنه قيل: أتْأَمَتِ المرأةُ، إذا ولدت اثنَين. وجمع تَوْأم تُؤَامٌ. وللحارث هذا يقول المتلمِّس:
أَحارثُ إنّا لو تُشاطُ دماؤُنا ... تَزَايَلْنَ حتَّى لا يَمسَّ دمٌ دَما
ومنهم: القعقاع، كان شاعراً في الجاهلية، وكان امرؤ القَيس بن حُجْرٍ مرَّ بهم فاستنشدهم فأنشدوه، فقال: عجِبتُ كيفَ لا تحترقُ بيوُتكم عليكم ناراً؟ فسُمُّوا بَنِي النَّار.
ومنهم: قَتَادة بن مُعْزِب، كان يهجو زياداً الأعجمَ في الإسلام، وهو