وكما أن من يرى المسيح فكأنه يرى الله، فإنه من قبِل المسيح وتلاميذه فكأنما قبِل الله عز وجل، ومن كفر بهم ورفض دعوتهم فإنما رفض في الحقيقة دعوة الله، لذا يقول المسيح:"الذي يسمع منكم يسمع مني، والذي يرذلكم يرذلني، والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني"(لوقا ١٠/ ١٦).
ويؤكده مرة أخرى فيقول:"من يَقَْبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني"(متى ١٠/ ٤٠)، وكذا من رأى المسيح فكأنه رأى الآب الذي أرسله، لأن "الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الأب الحال في هو يعمل الأعمال ... "(يوحنا ١٤/ ١٠).
ولما كان بولس يضطهد التلاميذ قال له المسيح في رؤيته المزعومة:"شاول شاول، لماذا تضطهدني .. أنا يسوع الذي أنت تضطهده"(أعمال ٢٦/ ١٤ - ١٥)، وهو لم يضطهد المسيح حقيقة، بل لم يره، لكن من اضطهد تلاميذ المسيح فقد اضطهد المسيح، ومن قبِلهم فقد قبِل معلمهم، وقبِل الرب الذي أرسله.
ومثله قول بطرس لحنانيا الكاهن مبكتاً إياه على إخفاء بعض ثمن الحقل على التلاميذ "أليس وهو باق كان يبقى لك، ولما بيع ألم يكن في سلطانك، فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر، أنت لم تكذب على الناس، بل على الله"(أعمال ٥/ ٤ - ٥)، فالكذب الذي صنعه حنانيا خداع لله، وإن كان في ظاهره مخادعة للناس (التلاميذ)، ولا يعني هذا النص أبداً أن الناس والله ذات واحدة.
وهذا السياق "الذي رآني فقد رأى الآب" الذي يفيد الاشتراك في الحكم بين المسيح والله، والذي عبر عنه هنا بالرؤية معهود في العهد القديم أيضاً، إذ لما رفض بنو إسرائيل تولية ابني النبي صموئيل على بني إسرائيل بعد أبيهما "وقالوا له: هوذا أنت قد شخت، وابناك لم يسيرا في طريقك. فالآن اجعل لنا ملكاً يقضي لنا كسائر الشعوب، فساء الأمر في عيني صموئيل ... فقال الرب لصموئيل: اسمع