للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن المتن انقلب على أحد الرواة، فقدم اليمين وَأَخَّرَ الشمال، وكان عليه أن يفعل العكس.

ومثال المقلوب في الإسناد التقديم والتأخير في الأسماء، كَمُرَّةَ بْنَ كَعْبٍ وَكَعْبَ بْنَ مُرَّةَ، لأن أحدهما اسم أبي الاَخر (١). وقد عني بهذا القسم عناية خاصة الخطيب في كتابه " رفع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب " (٢).

والقلب في المثالين وقع سَهْوًا لاَ عَمْدًا، وكان مع ذلك مُوجِبًا لضعف الحديث ولو أنه وقع عَمْدًا لاَ سَهْوًا، لكان القلب حينئذ ضَرْبًا من الوضع والاختلاق (٣).

من ذلك أن يكون الحديث مشهورًا براو أو بإسناد، فيعمد بعض الوضاعن إلى إبدال الراوي بغيره لأن الناس أشد رغبة في حديثه (٤)، كأن يكون الحديث معروفًا عن سالم بن عبد الله (٥)، فيجعله عن نافع (٦)، أو يأتي بإسناد مكان


= إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ -، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». انظر " شرح النخبة ": ص ٢٢ وقارن بـ " التوضيح ": ٢/ ١٠٦.

(١) " شرح النخبة ": ص ٢٢.
(٢) " الباعث الحثيث ": ص ٩٧ نقلاً عن " شرح النخبة ": ص ٢٢.
(٣) " شرح النخبة ": ص ٢٢.
(٤) " التوضيح ": ٢/ ٩٩.
(٥) هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي. من سادات التابعين وعلمائهم، وأحد فقهاء المدينة السبعة. توفي بالمدينة سَنَةَ ١٠٦ هـ. (" تهذيب التهذيب ": ٣/ ٤٣٦).
(٦) هو أحد أئمة التابعين بالمدينة، نافع المدني، أبو عبد الله، أصابه عبد الله بن عمر صغيرًا في بعض مغازيه، وأرسله عمر بن عبد العزيز إلى مصر ليعلم أهلها السنن. ثقة كثير الرواية للحديث. توفي سَنَةَ ١١٧ هـ. (انظر " التهذيب ": ١٠/ ٤١٢)»»