هذا المعنى، ثم قال يخرج من بلادنا، ولما بلغ كلامه الشيخ رضي الله عنه وأمره بما أمره به، قال هو يخرج ويقيم عبد الله، فكان كذلك.
ووقع بينه وبين صاحب الديار المصرية كلام، فقال له البلاد لك أو لنا؟ قال لك، فقال أخرج من بلادنا، فخرج من البلاد، وكان ذلك من إحدى كراماته رضي الله عنه.
والشيخ رحمه الله، سلك في تفسيره مسلك البيان والإيضاح، على نحو ما يقتضيه علم العربية وعلم تنقيح المعقول، وما يبقى وراء هذا، سوى علم الأسباب التي عند النزول، وعند الحاجة إليها لابد من ذكرها.
وعلم الحديث كان له فيه تقدم وعلو سند، وعلم العربية لغة وأدبا ونحوا كان متقدما فيه. له التآليف الحسنة، وله الشعر الفائق الرائق غزلا وتصوفا، وله في علم الفرائض ما لم يسبق إليه. وأما علم التصوف فهو فيه الإمام، وله التآليف الحسنة فيه البينة السهلة. وبالجملة فحيث تكلم في علم، يعتقد الناظر إنه لا يعرف غيره، وأكثر كلامه إنما هو إصلاح العلم وحال العلماء. ومن طالع كلامه وتأمله، يعرف ذلك، وما من علم إلا وله فيه تصنيف وتأليف، وهو من أحسن التصانيف وأجل التآليف، ولعمري أن كتابه في علم الفرائض المسمى بالوافي ما رأيت مثله في ذلك الفن، لأنه أعطى الفرائض موصلة مفصلة معللة باخصر بيان وأوضح تبيان، وكذلك كل ما طالعته من كلامه