حدثنا شيخنا الفقيه أبو عبد الله التجيبي الأديب قال: اجتمعنا في مدة قراءتنا عليه بجمع من الطلبة في نزهة، واجتمعنا على ما يجتمع عليه الشباب من أهل الطلب، وأسقطنا المحاشمة وجرينا على حال الطيب والمكارمة، وكان من جملة ما صنعناه أن أخذنا حليا من زينة النساء وحلينا به بعض أصحابنا، وأصبحنا للحضور بمجلس الشيخ رحمه الله على جري عادتنا، ولما جرت موجبات الاستدعاء للمحاورة ومقتضيات المذاكرة، أخذ صاحبنا الذي كان الحلي في يده يتحدث ويشير بيده، فقال له الشيخ رحمه الله:"يد يجعل فيها الحلي لا يشار بها في الميعاد" فبهتنا وقلنا؛ كما اطلع الشيخ على هذا كذلك اطلع على غيره، فجددنا المتاب واجمعنا على ما يقتضى صلاح المئاب.
ومن كراماته رضي الله عنه، ما ذكره من أمره الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم السلاوي، قال: كنت ببجاية، فأصاب الناس جفوف عظيم، وقلت المياه، وجف أمسيون ووصل الزق إلى أربعة دراهم، وكان الناس يملئون الماء من الوادي الكبير، قال فبعثني رحمه الله إلى بعض دور أصحابه وسقيت برمة ماء من ما جلها إلى داره رحمه الله، وأمرني رضي الله عنه، أن أسوق منها الماء للفقراء يشربون، قال: فامتنعت كريمة وانتهرتني، فسمع كلامها، فقال لي: قل لها يا كريمة، والله لا شربن من ماء المطر الساعة، وهو قائم بالمسجد، مسجد الإمام المهدي رضي الله عنه، قال: فرمق السماء بصره ودعا الله تعالى، ورفع يديه وشرع المؤذن في الآذان، فانعقدت السحب وتراكمت، ولم يختم المؤذن أذانه بقول "لا إله إلا الله" حتى كان المطر كأفواه القرب، وروى الناس وأغدقوا، فرأيته قال: ينصب يده المباركة للمطر ويشرب ويغسل وجهه، ويقول: مرحبا بقريب عهد من ربه.
ومن كراماته رضي الله عنه، ما حدثني شيخنا الفقيه أبو محمد عبد الحق