بن ربيع رحمه الله، قال: لما قدم شيخنا الفقيه أبو الحسن بجاية أراد الجلوس بمسجد الفقيه أبي زكرياء الزواوي رضي الله عنه، ولما حل به، منعه المؤذن من ذلك وقال له: هذا الموضع محترم، ولا يتكلم فيه إلا عن أمر، فقال له يأذن الفقيه في ذلك ويقع الكلام أن شاء الله. ثم سار إلى قبر الشيخ أبي زكرياء رحمه الله وصلى في مسجده ركعتين، وجلس عند قبره المبارك وتحدث، وقال من كان معه من أصحابه قد أذن رضي الله عنه، ولما كان بالغد أتى المسجد فوقف المؤذن فسلم عليه، وقال الشيخ وصلك الأذان؟ فقال له نعم يا سيدي الفقيه، رأيت سيدي الفقيه وقال لي يتكلم أخونا، فتكلم في مسجده عن إذنه رحمه الله.
ومن كراماته رضي الله عنه، ما سمعت عن غير واحد ممن أثق به، إنه كان يوما يسير إلى باب البحر وبعض من خواص أصحابه معه، وإذا بشخص يتمايل سكرا، فألقى يده في الشيخ وقال له: يا سيدي ادفع لي ما أتم به هذه السكرة، فانتهره الناس، فقال لهم لا عليكم دعوه، فتركوه، فأخذ سرواله ودفعه إليه لأنه لم يكن عنده غيره، فانفصل الرجل والسروال في يده، فنقد هذا بعض من رآه، وسلم بعض من هو من أهل الباطن، وسار الفقيه مع أصحابه إلى المسجد، فبعد ساعة وإذا بالرجل قد وصل تائبا منيبا، وهذا بظاهره معترض وبباطنه لأهله مسلم، وما هي إلا قضية حضرية.
ومن كراماته رضي الله عنه، ما حدثنيه شيخنا الفقيه أبو محمد عبد الحق رحمه الله، قال: كانت امرأة من معارف الشيخ رحمه الله، وكان لها ولد يشرب الخمر ويجني على نفسه، فكانت تشكو للشيخ رحمه الله، فكان يقول لها قولي له يشرب بالكؤوس الكبار، لماذا يشرب بالكؤوس الصغار، فكانت تجد من ذلك في نفسها وتقول: أسأله ليدعو لي ليخفف أمره، فيأمره بالإكثار، قال فسألناه عن ذلك، فقال: قد جرى القدر بمقادير يشربها من الخمر، ولا بد من نفوذ ما جرى به القدر، فإذا شربها بالكؤوس الصغار طالت المدة وإذا