للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم.. لم تبق شعرة منه إلا استغفرت لصاحبها) «١» يعني: قائلها.

ويروى عنه صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن الرفيع، عن اللوح المحفوظ، عن الله عز وجل: «من صلّى عليك في اليوم والليلة مئة مرة.. صليت عليه ألفي صلاة، ويقضى له ألف حاجة، أيسرها أن يعتق من النار» أخرجه ابن الجوزي عن الخطيب، ونقل عنه أنه قال: هذا حديث باطل «٢» .

وأخرج الطبراني وابن مردويه والثعلبي وغيرهم بسند فيه متروك: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله؛ أرأيت قول الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «إن هذا من العلم المكنون، ولولا أنكم سألتموني عنه.. ما أخبرتكم به؛ إن الله عز وجل وكّل بي ملكين، فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلّي عليّ.. إلا قال ذانك الملكان: غفر الله لك، وقال الله عز وجل وملائكته جوابا لذينك الملكين:

آمين» «٣» .

[تنبيه:]

من تفضّل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم أن حباه بأنه كما قرن ذكره بذكره في الشهادتين، وفي جعل طاعته طاعته، ومحبته محبته.. كذلك قرن ثواب الصلاة عليه بذكره تعالى، فكما أنه قال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ، وقال: «إذا ذكرني عبدي في نفسه.. ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ..

ذكرته في ملأ خير منهم» ، كما ثبت في الصحيح «٤» .. كذلك فعل في حق نبينا


(١) عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٢٥١) لصاحب «شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم» (٥/ ٨٠) ، وابن سبع في «شفاء الصدور» عن مقاتل بن سليمان.
(٢) أخرجه الخطيب في «تاريخه» (٢/ ٢٤٧) ، وانظر «لسان الميزان» (٤/ ٥٨١) ، و «الموضوعات» لابن الجوزي (١/ ٢٢٣) .
(٣) المعجم الكبير (٣/ ٨٩) ، تفسير الثعلبي (٨/ ٦٢) .
(٤) أخرجه البخاري (٧٤٠٥) ، ومسلم (٢٦٧٥) .

<<  <   >  >>