للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية: «ألا أخبركم بأبخل الناس؟» ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ ... فذاك أبخل الناس» «١» .

وفي أخرى: «إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ» «٢» صلى الله عليه وسلم، والحديث غريب، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن فيهم مبهما.

والبخل معناه اللغوي: إمساك ما يقتنى عمن يستحقه، وأريد به هنا:

التكاسل عن هذه العبادة العظيمة.

- ومنها: أن من لم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره.. ملعون.

ذكر أبو نعيم في «الحلية» : (أن رجلا مرّ بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه ظبي قد اصطاده، فأنطق الله سبحانه وتعالى الذي أنطق كل شيء الظبي، فقال: يا رسول الله؛ إن لي أولادا وأنا أرضعهم، وإنهم الآن جياع، فأمر هذا أن يخليني حتى أذهب فأرضع أولادي وأعود، قال: «فإن لم تعودي؟» ، قالت: إن لم أعد.. فلعنني الله عز وجل كمن تذكر بين يديه فلا يصلّي عليك، أو كنت كمن صلّى ولم يدع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«أطلقها وأنا ضامنها» ، فذهبت الظبية، ثم عادت، فنزل جبريل عليه السلام وقال: يا محمد؛ الله يقرئك السلام، ويقول لك: وعزتي وجلالي؛ أنا أرحم بأمتك من هذه الظبية بأولادها، وأنا أردهم إليك، كما رجعت الظبية إليك صلى الله عليه وسلم) «٣» .

- ومنها: أن من ذكر صلى الله عليه وسلم عنده فلم يصلّ عليه ألأم الناس.


(١) أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (٢٩) ، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (٢/ ٨٠٥) .
(٢) أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (٥٩/ ٣٣٥) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص ٤٥) ، وذكره ابن كثير في «تفسيره» (٣/ ٥١٢) .
(٣) كذلك عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٣٠٣) لأبي نعيم في «الحلية» ، وانظر لتمام الفائدة قول الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث في «الفتح» (٦/ ٥٩٢) .

<<  <   >  >>