للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البيت بيتك ... إلخ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: لأنه أرجى لإجابة الدعاء) «١» .

[الثالث عشر: الصلاة والسلام عليه عند قبره الشريف صلى الله عليه وسلم.]

جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من طرق متعددة أنه: (كان إذا وقف هناك.. صلّى وسلّم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم على أبي بكر، ثم على أبيه، مستقبلا للقبر الشريف على ساكنه أفضل الصلاة وأشرف التسليم، مستدبرا للقبلة) «٢» ، وفي رواية أنه: (كان يمسّ القبر المكرّم بيمينه) «٣» ، وفي أخرى: (كان لا يمسّه) «٤» ، ولعله كان تارة يمسّه وأخرى لا يمسّه.

وجاء السلام عن غيره من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وذكر أئمتنا أنه يسن لقاصده صلى الله عليه وسلم الإكثار من الصلاة والسلام عليه في طريقه، وكلّما قرب من المدينة الشريفة وعمرانها.. زاد من ذلك، ويستحضر من غايات تعظيمها وإجلالها ما يمكنه.

وكذا يسن- كما قاله بعض المتأخرين- لمن رأى أثرا من آثاره صلى الله عليه وسلم سيما منازله.. أن يصلي ويسلم عليه، فقد كانت أسماء رضي الله تعالى عنها كلما مرّت بالحجون «٥» .. قالت: (صلى الله على رسوله، لقد نزلنا معه ههنا) رواه البخاري «٦» .


(١) الأم (٣/ ٥٧٥) ، وأخرجه عنه البيهقي (٥/ ١٦٤) .
(٢) أخرجه مالك (١/ ١٦٦) ، والبيهقي (٥/ ٢٤٥) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص ٨٣) .
(٣) أخرجه القاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص ٨٤) .
(٤) أخرجه البيهقي في «الشعب» (٤١٥٠) .
(٥) الحجون: جبل بأعلى مكة المكرمة عند مدافن أهلها.
(٦) أخرجه البخاري (١٧٩٦) ، ومسلم (١٢٣٧) .

<<  <   >  >>