للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقبره، أو جواب المؤذن، والدعاء له عقيبه، وغير ذلك مما يحكم علاقة المحبة والمناسبة معه صلى الله عليه وسلم) اهـ

وقال الرازي: (الشفاعة أن يستوهب أحد لأحد شيئا، ويطلب له حاجة، وأصلها: من الشفع ضد الوتر، كأن صاحب الحاجة كان فردا، فصار الشفيع له شفعا؛ أي: صار زوجا) «١» .

[فائدة:]

ما اعتيد على المنائر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب الأذان إلا الصبح والجمعة؛ فإنهم يقدمونه عليهما، وإلا المغرب؛ فإنه لا يفعل فيها لضيق وقتها.. أحدثه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب.

وذكر بعض المؤرخين: أن ابتداءه بمصر والقاهرة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة لرؤية رآها بعض المعتقدين، ولا يخالف ما قبله لاحتمال أنه ترك بعد موت السلطان صلاح الدين إلى هذا التاريخ، أو كان أمره به في ليلة الجمعة خاصة «٢» .

وصوّب بعض المتأخرين: أن ذلك بدعة حسنة يؤجر فاعله بحسن نيته، وقريب منه قول شيخنا شيخ الإسلام زكريا سقى الله تعالى عهده ورضي عنه في «فتاويه» : (الأصل مستحب، والكيفية بدعة) .


(١) التفسير الكبير (٣/ ٥٥) .
(٢) قال ابن علّان في «الفتوحات الربانية» (٢/ ١١٣) : (أول ما زيدت الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل أذان على المنارة في زمن السلطان المنصور حاجي بن الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون، بأمر المحتسب نجم الدين الطنبدي، في شعبان سنة إحدى وتسعين وسبع مئة، وكان حدث قبل ذلك في أيام صلاح الدين بن أيوب أن يقال قبل الفجر كل ليلة بمصر والشام: «السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، واستمر إلى سنة سبع وستين وسبع مئة، فزيد فيه بأمر المحتسب صلاح الدين البرلسي أن يقال: «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله» إلى أن جعل عقب كل أذان) .

<<  <   >  >>