والحاصل: أن من توسّل بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أنجح قصده، وبلّغ مراده؛ فإنه ذو الجاه الرّفيع، والجود الوسيع، وكيف لا؛ وقد برىء الأكمه بواسطة التّوسل به؟! وهذا من أعظم المعجزات، بل إجابة المتوسلين بجاهه صلى الله عليه وسلم تتضمن معجزات لا حصر لها ولا انقضاء.
فنتوسّل إليك اللهم بجاهه الأعظم، وبقربه الأكمل الأفخم: أن تتفضّل علينا بجميع ما نحبه من الخير، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
[السادس والثلاثون: في سائر الأحوال]
، مرّ في (الفصل الثالث) أحاديث كثيرة دالّة على طلبها في كل وقت، ومرّ قريبا «١» عن ابن مسعود: (أنه ما جلس في مأدبة ولا غيرها فيقوم.. حتى يحمد الله تعالى، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم) .
وحكي: أن رجلا حجّ، فكان يكثر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في مواقف الحج وأعماله، فقيل له: لم لم تشتغل بالدعاء المأثور؟! فاعتذر بأنه خرج للحج هو ووالده، فمات بالبصرة، فكشف عن وجهه؛ فإذا هو صورة حمار، فحزن حزنا شديدا، ثم أخذته سنة فرآه صلى الله عليه وسلم وتعلّق به، وأقسم ليخبرنّه بقصة والده فقال:«إنه كان يأكل الرّبا، وآكله يقع له ذلك دنيا وأخرى، ولكنه كان يصلّي [عليّ] كل ليلة عند نومه مئة مرة، فلمّا عرض له ذلك.. أخبرني به الملك الذي يعرض عليّ أعمال أمتي، فسألت الله، فشفّعني فيه» ، فاستيقظ فرأى وجه والده كالبدر، ثم لمّا دفنه.. رأى هاتفا يقول له: سبب العناية التي حفّت والدك.. الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاليت على نفسي ألا أتركها على أيّ حال كنت، وفي أيّ مكان كنت.