للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويردّ الآخرى» «١» ، والمعروف: أنه من قول أبي الدرداء، ولعل أبا سليمان الداراني أخذ منه قوله: (إذا أردت أن تسأل الله تعالى حاجة.. فصلّ على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم سل حاجتك، ثم صلّ عليه صلى الله عليه وسلم؛ فإن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مقبولة، والله عز وجل أكرم من أن يرد ما بينهما) .

وأخرج الديلمي قصة طويلة عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه وقعت له مع المنصور، وخلاصه منه على خلاف القياس بواسطة دعاء دعا به، وذكره، لكن سند ذلك ضعيف جدّا «٢» .

وفي «ربيع الأبرار» : (أن رجلا خاف من عبد الملك بن مروان، فلم يقرّ به مكان، فسمع هاتفا من واد: أين أنت من السّبع؟ فقال: وأيّ سبع يرحمك الله تعالى؟ فقال: سبحان الواحد الذي ليس غيره إله، سبحان الدائم الذي لا نفاد له، سبحان القديم الذي لا ندّ له، سبحان الذي يحيي ويميت، سبحان الذي هو كلّ يوم في شأن، سبحان الذي يخلق ما يرى وما لا يرى، سبحان الذي علم كلّ شيء بغير تعليم، اللهمّ؛ إني أسألك بحق هؤلاء الكلمات وحرمتهن: أن تصلّي على محمد، وأن تفعل بي كذا) «٣» .

وأمر ابن طولون بضرب عنق شخص، فطلب أن يمكّن من صلاة ركعتين فمكّن، ثم سمع يقول وهو يشير بإصبعيه: يا لطيفا فيما يشاء، يا فعّالا لما يريد؛ صلّ على محمد وآله، والطف بي في هذه الساعة، وخلّصني من يديه، ثم فتّش عليه فلم يوجد، ولم يكن بالمحل الذي هو فيه طاق، فقيل


(١) الإحياء (١/ ٣٠٧) .
(٢) ذكر القصة بطولها الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٤٣٦) ، وعزاها للديلمي أيضا، وأخرجها كذلك ابن عساكر في «تاريخه» (١٨/ ٨٧) ، وفي الدعاء الذي دعا به: ( ... ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا؛ أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وبك أدرأ في نحور الأعداء والجبارين ... ) إلخ.
(٣) ربيع الأبرار (٢/ ٥٢٦) .

<<  <   >  >>