للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمقتضى الأمر بمقابلة التحية بما ذكر: أن يفعل محمد صلى الله عليه وسلم مثلها، وهو أن يطلب لكل من صلّى عليه الرحمة له من الله تعالى، وهذا هو معنى الشفاعة، ثم هو صلى الله عليه وسلم غير مردود الدعاء، فوجب أن يقبل الله تعالى شفاعته في الكل، وهو المطلوب) اهـ ملخصا «١»

ويؤيده قول بعضهم: (لم يترك الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم تحت منّة أمته بصلاتهم عليه.. حتى عوّضهم منه بأمره بالصلاة عليهم بقوله عز قائلا: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) .

وسئل الغزالي رحمه الله تعالى: ما معنى صلاة الله تعالى على من صلّى على نبيّه صلى الله عليه وسلم عشرا؟ فأجاب: معنى صلاة الله تعالى على نبيه وعلى المصلّين عليه.. إفاضة أنواع الكرامات، ولطائف النعم عليهم، ثم أطال في شرح ذلك وبيانه، وقد قدمته آخر الفائدة الرابعة من فوائد الآية المذكورة في المقدمة، فراجعه فإنه مشتمل على نفائس، فيها بيان سرّ كون الله تعالى يصلي على من صلّى على نبيه صلى الله عليه وسلم عشرا، وما يناسب ذلك من النفائس «٢» .

[- ومنها: أنها سبب للبراءة من النفاق ومن النار]

، وللرّقيّ إلى منازل الشهداء؛ ففي الخبر السابق أيضا: «ومن صلّى عليّ مئة.. كتب الله تعالى له بين عينيه براءة من النفاق، وبراءة من النار، وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء» «٣» .

[- ومنها: أنها كفارة لنا وزكاة لأعمالنا]

، روى التّيمي: «صلّوا عليّ؛ فإن الصلاة عليّ كفارة لكم وزكاة، فمن صلّى عليّ.. صلّى الله عليه عشرا» «٤» .


(١) التفسير الكبير (٣/ ٦١) .
(٢) تقدم (ص ٥٠) .
(٣) تقدم تخريجه (ص ١٣٧) .
(٤) تقدم تخريجه (ص ٨٠) .

<<  <   >  >>