فإذا بغمامة قد ارتفعت من قبل تهامة، وإذا رجل عليه ثياب بيض، فدخل البيت وأمرّ يده على وجهها فابيضّ، وأمرّ يده على بطنها فابيضّ فسكن المرض، ثم مضى ليخرج، فتعلقت بثوبه فقلت: من أنت الذي فرّجت عني؟ قال:«أنا نبيك محمد» صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله؛ فأوصني، قال:«لا ترفع قدما ولا تضع أخرى.. إلا وأنت تصلّي على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم» .
السابع والثلاثون: لمن اتّهم وهو بريء
، فيها أحاديث لم يصح منها شيء.
منها: أن رجلا شهدوا عليه أنه سرق ناقة لهم، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع، فولّى وهو يصلّي عليه صلى الله عليه وسلم، فتكلم الجمل وقال: يا محمد؛ إنه بريء من سرقتي، فأمر به صلى الله عليه وسلم فأحضر، فقال له:«ماذا قلت آنفا وأنت مدبر؟» ، فأخبره، فقال صلى الله عليه وسلم:«لذلك نظرت إلى الملائكة يخترقون سكك المدينة، حتى كادوا يحولون بيني وبينك» ، ثم قال:«لتردنّ عليّ الصراط ووجهك أضوأ من القمر ليلة البدر» أخرجه الديلمي ولا يصح، والطبراني وفي سنده راو اتّهم بوضعه «١» .
ومنها: جاء أعرابي آخذ بخطام بعيره حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فردّ عليه صلى الله عليه وسلم، فقال:«كيف أصبحت؟» ، قال: ورغا البعير وجاء رجل كأنه حرسيّ، فقال الحرسيّ: يا رسول الله؛ هذا الأعرابي سرق البعير، ورغا البعير ساعة وحنّ، فأنصت له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع رغاءه وحنينه، فلما هدأ البعير.. أقبل صلى الله عليه وسلم على الحرسيّ، فقال:«انصرف عنه؛ فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب» ،
(١) أخرجه الطبراني في «الدعاء» (١٠٥٥) ، وكذلك عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص ٤٤٧) للديلمي.