للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاستدلال بالحديث لما ذكر إنما يأتي على القول الضعيف: إن المراد الصلاة حقيقة؛ أي: ثوابها أو مثله، وقد علم رده بصريح الحديث السابق كما مر «١» .

نعم؛ قول القائل ذلك.. صحيح؛ لأنه لا محظور فيه.

وأما الدعاء بزيادة الشرف.. فأنكره بعض المتأخرين، وقد بالغت في بيان الرد عليه في إفتاءين طويل ومختصر «٢» ، وبينت أن المحققين خالفوه، بل إمام المذهب النووي رحمه الله تعالى استعمل ذلك في خطب كتب من كتبه ك «المنهاج» «٣» و «الروضة» «٤» و «شرح مسلم» .

وشرفه صلى الله عليه وسلم وإن كان كاملا.. إلا أنه يقبل زيادة الكمال؛ لأنه دائم الترقي في حضرات القرب، فلا نهاية لترقّيه، وما كان كذلك قابلا للزيادة.. فلا منع من طلبها له صلى الله عليه وسلم.

ومعنى (اجعل مثل ثواب ذلك زيادة في شرفه) : طلب حصول مثل ذلك الثواب له، وبحصوله له يزيد شرفه؛ ضرورة أن حصوله كمال، فإذا انضم إلى كمال شرفه المستقرّ.. زاده كمالا آخر وترقّيا فيه لم يكن حاصلا قبل، وكذا نقول في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يحصل له بها زيادة كمال وترقّ فيه، لم يكن حاصلا له قبل ذلك، كما أشرت إليه في المقدمة، فراجعه «٥» .

وإن أردت أبسط من ذلك.. فعليك بالإفتاء الطويل الذي أشرت لك إليه، المسطّر فيما جمع لي من الفتاوى، فإن فيه شفاء للغليل إن شاء الله تعالى «٦» .


- (٧/ ١٠٢) .
(١) أي: المصرّح بالدعاء: «أجعل شطر صلاتي دعاء لك» وقد مرت قريبا.
(٢) الفتاوى الحديثية (ص ١٥- ١٨) .
(٣) المنهاج (١/ ٣٧) .
(٤) روضة الطالبين (١/ ٣٤) .
(٥) انظر (ص ٤٩) .
(٦) الفتاوى الحديثية (ص ١٥) .

<<  <   >  >>