النحو الذي يرضيك عني، اللهم؛ بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام؛ أسألك يا ألله يا رحمن بجلالك ونور وجهك: أن تنوّر بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرّج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني؛ فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم» ، ثم قال له:«يا أبا الحسن؛ تفعل ذلك ثلاث جمع- أو خمسا، أو سبعا- تجاب بإذن الله» .
ثم أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنه كان يثقل عليه نحو أربع آيات، وأنه الآن يتعلم نحو الأربعين، وأخبره: أنه في الحديث كذلك، فقال له صلى الله عليه وسلم:«مؤمن وربّ الكعبة يا أبا الحسن» أخرجه جماعة منهم الترمذيّ، وقال:(غريب) ، والحاكم وقال:(صحيح على شرطهما) ، وجزم الذهبي في موضع بأنه موضوع، وفي آخر بأنه باطل، وقال مرة:
(أخاف أن يكون مصنوعا، وقد حيّرني والله جودة إسناده!) ، وذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» ، واتّهم بوضعه من هو بريء من ذلك حسبما يظهر من جمع طرق الحديث قاله السخاويّ، ثم ذكر له طريقا آخر قريبا من الأول، وقال عقبه عن المنذري:(طرق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدّا) ، ونحوه قول العماد بن كثير:(في المتن غرابة، بل نكارة) ، ثم قال:(قلت: والحق أنه ليست له علة، إلا أنه عن ابن جريج عن عطاء بالعنعنة، أفاده شيخنا، وأخبرني غير واحد: أنهم جرّبوا الدعاء به فوجدوه حقّا، والعلم عند الله تعالى) اهـ «١»
(١) أخرجه الحاكم (١/ ٣١٦) ، والترمذي (٣٥٧٠) ، والطبراني في «الكبير» (١١/ ٣٦٧) وقول الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٩/ ٢١٨) وفي «تلخيص المستدرك» (١/ ٣١٦) ، قال ابن الجوزي في «الموضوعات» (٢/ ٥٩) بعد ذكر الحديث: (لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني) ، قال المناوي في «فيض القدير» (٣/ ١١٤) : (وأورده ابن الجوزي في «الموضوعات» فلم يصب في إيراده؛ لأن غايته أنه ضعيف) ، وانظر «الترغيب والترهيب» (٢/ ٣٣٧) و «القول البديع» (ص ٤٥٢) .