للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم في المنام فقال لي: «سل عن مسجد أبي علي بن شاذان، فإذا لقيته..

فأقرئه منّي السلام» ، فلما انصرف الشاب.. بكى أبو علي، وقال: ما أعرف لي عملا أستحق به هذا، إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث، وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره صلى الله عليه وسلم «١» .

وقال وكيع: لولا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث، ولولا أن الحديث عندي أفضل من التسبيح، ولو أعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الحديث.. ما حدّثت أحدا «٢» .

وقال أبو أحمد الزاهد: أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعا في الدين والدنيا بعد كتاب الله تعالى.. أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لما فيها من كثرة الصلاة عليه؛ فإنها كالرياض والبساتين، تجد فيها كل خير وبرّ وفضل.

وروى أبو نعيم عن الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه إلى عمّاله أن يأمروا القصّاص أن يكون جلّ إطنابهم ودعائهم..

الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم «٣» .

قال الليث بن سعد رضي الله تعالى عنه: هما قصصان: قصص العامة يجتمع إليه النفر من الناس يعظهم ويذكرهم، وقصص الخاصة هو الذي أحدثه


(١) أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخه» (٧/ ٢٨٩) ، وابن بشكوال في «القربة» (٦٠) .
(٢) كلام وكيع رحمه الله تعالى جاء عنه بروايات جمع المصنف بينها؛ ففي رواية: أخرجها ابن بشكوال في «القربة» (٥٥) ، وابن عساكر في «تاريخه» (٤٩/ ١٢٦) : (لولا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. ما حدثت أحدا) ، وفي أخرى أخرجها الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص ٨٣) : (لولا أن الحديث عندي أفضل من التسبيح.. ما حدثت أحدا) ، وفي أخرى أخرجها الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» أيضا (ص ٨٤) : (لو أعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الحديث.. ما حدثت أحدا) .
(٣) حلية الأولياء (٥/ ٣٣٨) .

<<  <   >  >>