للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البحار مدادا، والأشجار أقلاما، والملائكة كتّابا يكتبون.. لفني المداد، وتكسرت الأقلام، ولم تبلغ الملائكة ثواب هذه الصلاة» «١» .

وفي «الشفا» لابن سبع، و «شرف المصطفى» لأبي سعد: أنه صلى الله عليه وسلم أجلس رجلا بينه وبين أبي بكر رضي الله تعالى عنه، فعجب الصحابة رضي الله تعالى عنهم منه؛ إذ كان لا يجلس بينهما أحد، فقال صلى الله عليه وسلم بعد أن ذهب: «هذا يقول في صلاته: اللهم؛ صلّ على محمد كما تحب وترضى له» ، قال السخاوي: (لم أقف على سنده) «٢» .

وعلى تقدير ثبوته، فإجلاسه صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل بينهما لتأليفه، أو لترغيب الحاضرين في فعل تلك الكيفية.

وجاء عن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم، والحسن البصري، ومعروف الكرخي وغيرهم كيفيات أخر حذفتها اختصارا؛ لأن القصد بيان ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، وكذلك حذفت منامات فيها كيفيات أخر.

ونقل السخاوي عن بعض المعتمدين من شيوخه: أن الكيفية المشهورة:

«اللهم؛ صلّ على سيدنا محمد السابق للخلق نوره، والرحمة للعالمين ظهوره ... » إلخ «٣» [لها] قصة تفيد أن كل مرة منها بعشرة آلاف صلاة، والله تعالى أعلم «٤» .


(١) عزاه الإمام السخاوي (ص ١٢٥) لابن الجوزي في «المطرب» .
(٢) القول البديع (ص ١٢٥) .
(٣) وتمام هذه الكيفية ( ... عدد من مضى من خلقك ومن بقي، ومن سعد منهم ومن شقي، صلاة تستغرق العدّ، وتحيط بالحدّ، صلاة لا غاية لها ولا انتهاء، ولا أمد لها ولا انقضاء، صلاة دائمة بدوامك، وعلى آله وصحبه كذلك، والحمد لله على ذلك) .
(٤) القول البديع (ص ١٣٠) .

<<  <   >  >>