للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قدره في القلوب حتى علقته النفوس، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير" (١).

و"قال عبد الله بن دينار: خرجت مع عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى مكة، فعرَّسنا في بعض الطريق، فانحدر عليه راعٍ من الجبل فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك، فقال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال: فأين الله؟ قال: فبكى عمر رضى الله عنه، ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه، وقال: أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة" (٢).

ثانيًا: بغض المعاصي والبعد عنها. وهذا أثر المراقبة الأعظم، فمن صحت مراقبته، كان قريبًا من الطاعات بعيداً من السيئات.

"قال رجل للجنيد: بمَ أستعين على غضّ البصر؟ فقال: بعلمك أنّ نظر النّاظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه" (٣).

"وقال أبو العباس بن مسروق من راقب الله في خطرات قلبه، عصمه الله في حركات جوارحه" (٤).

وقال ابن القيم: " وأرباب الطريق مجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته" (٥).

"وقال فرقد السنجي: " إن المنافق ينظر: فإذا لم يرَ أحداً دخل مدخل السوء، وإنما


(١) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ١٤٥).
(٢) إحياء علوم الدين، للغزالي (٤/ ٣٩٨).
(٣) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٢٠/ ٢٠).
(٤) ذم الهوى، لابن الجوزي (ص: ١٤٥).
(٥) مدارج السالكين، لابن القيم (٢/ ٦٦).

<<  <   >  >>