لا تسلم الحياة الدنيوية من أخطار وفواجع، يخشى الإنسان أن يحيط به خطر من أخطارها، أو تنزل به فاجعة من فواجعها؛ فهو يخشى الأمراض الفتاكة، والأشياء المؤذية، والضوائق المالية، وفقدان أسباب راحة العيش، والحروب وآثارها، والأزمات المتعددة ونتائجها، كما يخاف فقدان الأحباب من أقارب وأصحاب، ورحيلَ ما تستقر به حياته، وتسعد به نفسه في الحياة الفانية.
فلذلك يدِّرع من تلك الأخطار بما يقدر عليه من أسباب الحماية؛ لمعرفته أضرارها وآلامها.
لكن خطراً كبيراً لا يدركه إلا القلة من الناس، أما الكثيرون فإنهم يسلكون طريق الوصول إلى ذلك الخطر، ويستعجلون نتائجه شعروا أو لم يشعروا، حتى يقع ذلك الخطر عليهم بنتائجه الأليمة، وعواقبه الوخيمة. هذا الخطر هو: الذنوب وما تجلبه على أهلها من الويل والهلاك في العاجل والآجل.
قال ابن شبرمة:"عجبت لمن يحتمي من الطيبات مخافة الداء، كيف لا يحتمي من المعاصي مخافة النار!! "(١).
خطر الذنوب وأضرارها:
من قرأ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقلَّب طرفه في صفحات تاريخ الأمم والشعوب، وأجال نظره في الحياة المعاصرة، وتأمل في ذلك وتدبر؛ رأى أنْ لا أمان مع المعاصي مهما قلّت، وأن الذنوب هي المصيبة العظمى والكارثة الكبرى التي