العلم بدين الله تعالى وظيفة شريفة، ومنزلة في الفضل مُنيفة؛ فهو النور الذي ينير لصاحبه الطريق إلى ربه، فيعرِّفه الحلال ليأتيه، والحرام ليجتنبه. وهو الدليل الذي يرشد حامله إلى محاسن الأخلاق والأعمال بين الخلق، فيتعامل معهم وفق ما يرضي خالقه سبحانه وتعالى. وهو المنادي الحاثُّ على المسارعة إلى العبادة، والمبيّن للسبيل الصالح في أدائها. وهو الموئل الأمين الذي يرجع إليه ذو العلم فيعرف من خلاله تفسير الأمور والحكم عليها، والفصل في أحداث الحياة وموقفه منها.
فضل العلم وأهله:
فمما يدل على فضل العلم بشريعة الله تعالى:
أولاً: أن الله لم يأمر بطلب الزيادة إلا من العلم، فقال الله تعالى:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: ١١٤].
قال ابن حجر:"وقوله عز وجل: {رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} واضح الدلالة في فضل العلم؛ لأن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم، والمراد بالعلم: العلم الشرعي الذي يفيد معرفة ما يجب على المكلف من أمر عباداته ومعاملاته، والعلم بالله وصفاته، وما يجب له من القيام بأمره، وتنزيهه عن النقائض، ومدارُ ذلك على التفسير والحديث والفقه"(١).
ثانيًا: أنه طريق إلى الجنة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سلك طريقا