للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلاحُ القلب

إن العناية بالشيء، وكثرة الحرص عليه، وتكثيف الجهد في الاهتمام به ومراقبته؛ تأتي من النظر في أسبابٍ أدّت إلى ذلك، منها: أهمية ذلك الشيء وأثره في غيره.

ولاشك أن قلب الإنسان له أهمية كبيرة بالنسبة للبدن والروح، وله أثر كبير في حياتهما أو موتهما، وصحتهما أو مرضهما.

ولهذا نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أولياْ القلب عناية كبيرة:

ففي القرآن نجد أن الله تعالى ذكر أن القلوب هي محل كل خير وشر قبل أن يصدّر ذلك منها إلى الجوارح قولاً وفعلاً، فإما أن يكون فيها خير وإما أن يكون فيها شر، وللخير في القلوب أمثلة بيّنها القرآن وللشر أمثلة كذلك.

القلب في القرآن الكريم:

من تصفح القرآن الكريم فسيجده تحدث عن القلب بإسهاب؛ فقد ذكر أن القلوب:

=محل الإيمان والكفر والنفاق: قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} [النحل: ١٠٦]، وقال: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: ١٤]، وقال: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} [محمد: ٢٩].

=محل اللين والقسوة: قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: ٢٣]، وقال: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: ٢٢].

<<  <   >  >>