إن الإنسان في هذه الحياة مكلف بالأمر والنهي الذي به سعادته في الدنيا والآخرة، ولا يسعه الخروج عن هذا التكليف مادام من أهله حتى يخرج عن هذه الحياة، بالانتقال من دار العمل إلى دار الجزاء.
فالمكلِّف ربٌّ خالق، والمكلَّف عبدٌ مخلوق، وليس للعبد والأمر كذلك إلا التسليم والانقياد لأوامر سيده ونواهيه، فإذا انضاف إلى ذلك أن هذه الأوامر والنواهي آتية من رب عليم رحيم ازداد الأمر تأكداً في التسليم لها والانقياد لما جاءت به.
فمصدرها العليم الخبير سبحانه وتعالى الذي علِم أن التزام عباده بهذه الأوامر والنواهي سيجلب لهم المنافع العاجلة والآجلة ويدفع عنهم المضار الدنيوية والأخروية، وهي بذلك مظهر من مظاهر رحمة الله بخلقه؛ فلرحمته بهم كلفهم بذلك حتى يصلوا إلى سعادة الدنيا والآخرة.
والاتعاظ بنصوص الشرع لن يكون إلا بالتسليم لها والانقياد لما جاءت به، فأكثر الناس اتعاظًا وصلاحًا هم المنقادون للوحي الذين لا يقدمون عليه رأيًا ولا قولاً ولا ناموسًا يخالفه.
عظمة النصوص الشرعية:
إن النص الشرعي- كتابًا وسنة صحيحة- يمتلك القداسة والعظمة بالنظر إلى مصدره، فهو تكليف جاء عن الله عن طريق الوحي الذي يتسم بالعصمة من الزلل والعبث، فيجب لذلك تعظيمه واتباعه؛ تعظيمًا لله تعالى.