للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصلاةَ الصلاة

إن كان الترغيب في بعض الأعمال المستحبة، والطاعات المندوبة محبَّبًا ومطلوبًا، فكيف به في عبادة واجبة من أعظم العبادات، وفريضة من أعظم الفرائض؟

لاشك أن الترغيب فيها مطلوب، والحث عليها ذو أهمية كبيرة، خاصة إذا جهل الناس عظمة هذه الفريضة، فتركوها أو قصروا فيها، أو لم يدركوا حقيقتها، ولم يصلوا إلى ثمرتها، وحسن أثرها.

مكانة الصلاة في الإسلام:

للصلاة في الإسلام مكانة عظيمة، ومنزلة سامية لم تصل إليها عبادة من العبادات العملية، ومما يدل على هذه المنزلة المرموقة:

أولاً: أن الله تعالى أمر بإقامتها والمحافظة عليها في كتابه الكريم في آيات متعددة، كقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: ٤٣]. وقوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨].

ثانيًا: أن الله تعالى أمر رسوله عليه الصلاة والسلام أن يأمر بها أهله ويصطبر على أدائها، وأثنى على رسوله إسماعيل عليه السلام بذلك، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: ١٣٢]، وقال: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: ٥٥].

ثالثًا: أن الله تعالى أمر بالاستعانة بها وبالصبر، فهي بذلك مفزع المؤمن عند المدلهمات، وسلواه عند الأحزان والكربات، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: ٤٥].

<<  <   >  >>