للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بدنك بكم كنت تشتري ذلك؟ قال: بنصف ملكِي الآخر، فقال: إن ملكًا قيمةُ نصفه شربةُ ماء، وقيمة نصفه الآخر بولة لخليقٌ أن لا يُتنافس فيه" (١).

لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسرَ لنالوها

عن الفضيل بن عياض أنه دخل على هارون الرشيد فقال له: يا حسن الوجه، لقد وليتَ أمراً عظيمًا إني ما رأيت أحداً هو أحسن وجهًا منك، فإن قدرت أن لا تسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل. فقال: عظني. فقال الفضيل: ماذا أعظك، هذا كتاب الله تعالى بين الدفتين انظر ماذا عمل بمن أطاعه، وماذا عمل بمن عصاه؟ ثم قال: وإني رأيت الناس يغوصون على الدنيا غوصًا شديداً، ويطلبونها طلبًا حثيثًا، أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسرَ لنالوها" (٢).

أنت واقف غداً بين يدي الله

دخل ابن السماك على هارون الرشيد فقال له هارون: عظني. فقال: يا أمير المؤمنين، "اتق الله وحده لا شريك له، واعلم أنك واقف غداً بين يدي الله ربك، ثم مصروف إلى إحدى منزلتين لا ثالثة لهما: جنة أو نار" (٣).

لا تجعل نعمةَ الله عليك سببًا لمعصيته

قال سليم بن منصور: سمعت أبي يقول: " دخلت على المنصور - أمير المؤمنين - فقال: " يا منصور، عظني وأوجز. فقلت: " إن من حق المنعِم على المنعَم عليه ألا يجعل ما أنعم به عليه سبباً لمعصيته" (٤).


(١) البداية والنهاية، لابن كثير (١٠/ ٢١٥).
(٢) حلية الأولياء، لأبي نعيم (٨/ ١٠٥).
(٣) تاريخ الأمم والرسل والملوك- الطبري (٥/ ٢٢).
(٤) طبقات الأولياء، لابن الملقن (ص: ٤٨).

<<  <   >  >>