للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَدْ أَشْمَتَ الْأَعْدَاءَ جَهْلًا بِنَفْسِهِ … وَقَدْ وَجَدَتْ فِيهِ مَقَالًا عَوَاذِلُهْ

وَمَا يَرْدَعُ النَّفْسَ اللَّجُوجَ عَنْ الْهَوَى … مِنْ النَّاسِ إلَّا حَازِمُ الرَّأْيِ كَامِلُهْ (١).

ولما كانت النفس لا تخلو من دواعي الضرر وأخلاق السوء وصفات النقص وكثرة العيوب؛ كان لزامًا على العاقل إصلاحها وتطهيرها وتزكيتها من الرذائل وتطيبها بالفضائل حتى ينال بذلك الفلاح، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: ٩، ١٠]. فمن" من وفقه الله وأعانه فزكى نفسه أي: طهرها بالإيمان والعمل الصالح، مبعداً لها عما يدنسها من الشرك والمعاصي" فقد فاز بالخير في الدنيا والآخرة" (٢).

فإذا" تزكت النفس انجلت مرآة القلب، ودخل فيها نور العظمة الإلهية، ولاح فيها جمال التوحيد" (٣).

ولا يصل المرء إلى ذلك الاطمئنان إلا بعد تجاوز مرحلة اللوم؛ ولذلك كانت النفوس ثلاثًا:

أمارة، ولوامة، ومطمئنة، "فإذا دعت النفس إلى شهواتها فهي النفس الأمارة بالسوء، فإذا فعلتها أتت النفس اللوامة فلامتها على ذلك الفعل القبيح من ارتكاب الشهوات، ويحصل عند ذلك الندامة على ذلك الفعل القبيح وهذا من صفات النفس المطمئنة" (٤).


(١) المصدر السابق (ص: ٢٠).
(٢) أيسر التفاسير للجزائري (٥/ ٥٧٧).
(٣) البحر المديد، لابن عجيبة (٤/ ٥٣٨).
(٤) تفسير الخازن (٣/ ٢٩٠).

<<  <   >  >>