للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم إن كانت فقد تابوا منها واعتذروا وهم بعد على خوف منها، ثم إن الخجل بعد قبول التوبة لا يرتفع، وما أحسن ما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: و اسوأتاه منك وإن عفوت! فأفٍ والله لمختار الذنوب ومؤثر لذة لحظة تبقى حسرة لا تزول عن قلب المؤمن وإن غفر له! فالحذرَ الحذر من كل ما يوجب خجلاً" (١).

سادسًا: الدعاء بقبول التوبة وحصول المغفرة، قال تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٢٨]. وقال: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} [آل عمران: ١٩٣].

ثمرات ترك المعاصي:

إن ترك المعاصي والإعراض عنها ابتغاءَ وجه الله تعالى يورث صاحبه خيراً عظيمًا في العاجل والآجل، خلاصته: الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.

قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٩٧]، وقال: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات: ٤٠] {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: ٤١].

قال عبد الله بن المبارك:

أَيَضْمَنُ لِي فَتًى تَرْكَ الْمَعَاصِي … وَأَرْهَنُهُ الْكَفَالَةَ بِالْخَلَاصِ

أَطَاعَ اللَّهَ قَوْمٌ فاسْتَرَاحُوا … وَلَمْ يَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْمَعَاصِي (٢).


(١) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ٢٩٦).
(٢) أدب الدنيا والدين، للماوردي (ص: ١١٧).

<<  <   >  >>