للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثمرات قيام الليل:

صلاة الليل عبادة عظيمة تورث أهلها آثاراً طيبة، وثمرات نافعة في الدنيا والآخرة، ففوائدها لا تحصى، وعوائدها لا تستقصى. "كان سَريٌّ يقول: رأيت الفوائد ترد في ظلمة الليل، ماذا فات من فاته خير الليل؟ لقد حصل أهل الغفلة والنوم على الحرمان والويل. كان بعض السلف يقوم الليل فنام ليلة فأتاه آت في منامه فقال له: قم فصلِّ، ثم قال له: أما علمت أن مفاتح الجنة مع أصحاب الليل هم خزانها هم خزانها. وكان آخر يقوم الليل فنام ليلة فأتاه آت في منامه فقال: ما لك قصرت في الخِطبة؟ أما علمت أن المتهجد إذا قام إلى تهجده قالت الملائكة: قام الخاطب إلى خطبته. ورأى بعضهم حوراء في نومه فقال لها: زوجيني نفسك، قالت: اخطبني إلى ربي وأمهرني، قال: ما مهرك؟ قالت: طول التهجد. نام ليلةً أبو سليمان فأيقظته حوراء وقالت: يا أبا سليمان، تنام وأنا أُربّى لك في الخدور من خمسمائة عام؟!. واشترى بعضهم من الله تعالى حوراء بصداق ثلاثين ختمة فنام ليلة قبل أن يكمل الثلاثين فرآها في منامه تقول له:

أتخطبُ مثلي وعني تنامُ … ونومُ المحبين عني حرامُ

لأنا خُلقنا لكل امرئ … كثيرِ الصلاة براه الصيام" (١).

فمن تلك الثمرات:

أولاً: تكفير السيئات وغفران الخطيئات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفر للسيئات، ومنهاة عن الإثم) (٢).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك


(١) لطائف المعارف، لابن رجب (ص: ٤٣).
(٢) رواه الترمذي (٥/ ٥٥٢)، والحاكم (١/ ٤٥١)، وهو صحيح.

<<  <   >  >>