للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن القيّم: " وليس المراد بالذكر مجرد الذكر باللسان، بل الذكر القلبي واللساني، وذكر اللّه يتضمّن ذكر أسمائه وصفاته، وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثّناء عليه بأنواع المدح. وذلك لا يتمّ إلّا بتوحيده. فذكره الحقيقيّ يستلزم ذلك كلّه، ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه" (١).

وقال أيضًا: " وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلبَ اللسانُ، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده" (٢).

وقال الغزالي: "المؤثر النافع هو الذكر على الدوام مع حضور القلب، فأما الذكر باللسان والقلب لاهٍ فهو قليل الجدوى" (٣).

وقال كذلك: "وقال الحسن: الذِّكْر ذكران: ذكر الله عز وجل بين نفسك وبين الله عز وجل ما أحسنه وأعظم أجره، وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز وجل" (٤).

"وقال ميمون بن مهران: ذكر الله باللسان حسن، وأفضل منه أن يَذكر اللهَ العبدُ عند المعصية فيمسك عنها" (٥).

منزلة ذكر الله وأهميته:

إن ذكر الله تعالى عبادة عظيمة لها منزلتها السامية بين العبادات، وأهميتها الكبيرة بين الطاعات؛ فهي:


(١) الفوائد، لابن القيم (ص: ١٢٨).
(٢) المرجع السابق (ص: ١٩٢).
(٣) إحياء علوم الدين، للغزالي (١/ ٣٠١).
(٤) المرجع السابق (١/ ٢٩٥).
(٥) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (ص: ٩٦).

<<  <   >  >>