للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إصراري للؤم، وإن تركي الاستغفارَ مع علمي بسَعَة عفوك لعجز، فكم تَتَحَبَّبُ إليّ بالنعم مع غِناكَ عني، وأَتَبَغَّضُ إليك بالمعاصي مع فقري إليك، يا مَنْ إذا وَعدَ وَفَّى، وإذا توعَّدَ تجاوز وعفا، أدخِلْ عظيمَ جُرمي في عظيم عفوكَ يا أرحم الراحمين (١).

ودعا أعرابي فقال: اللهم ارزقني من الخير أكثر مما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف (٢).

ودعا أعرابيٌّ في الكعبة فقال: اللهمّ إني أسألك الخوف منك حين يأمنك من لا يعرفك، وأسألك الأمن منك حين يخافك من يغترّ بك (٣).

وقال الأصمعي: سمعت أعرابياً يدعو ويقول: اللهمّ إنّ ذنوبي تخّوفني منك، وجودك يبشرني عنك، فأخرجني بالخوف من الخطايا، وأوصلني بجودك إلى العطايا، حتى أكون غداّ في القيامة عتيق كرمك، كما أنا في الدّنيا ربيب نعمك (٤).

وكان بعضهم يقول في دعائه: اللهم أعني على ديني بدنيا، وأعني على آخرتي بتقوى" (٥).

ووقفت أعرابية على قبر أبيها فقالت: يا أبت، إن في الله تعالى عوضاً عن فقدك، وفي رسول الله أسوة في مصيبتك، ثم قالت: اللهم نزل بك عبدُك خالياً مقفراً من الزاد، مخشوشن المهاد، غنياً عما في أيدي العباد، فقيراً إلى ما في يدك يا جواد، وأنت -أي ربّ-


(١) الأذكار للإمام النووي (٢/ ١٥).
(٢) البصائر والذخائر، لأبي حيان التوحيدي (٥/ ٢٠٤).
(٣) المرجع السابق (٨/ ٣٤).
(٤) المرجع السابق (٨/ ٨٩).
(٥) نثر الدر، للآبي (٦/ ٥١).

<<  <   >  >>