للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الطريق إلى الخاتمة الحسنة:

أولاً: الإخلاص لله تعالى في العبادة، فمن عبد الله تعالى وأخلص له في ذلك وفقه الله لحسن الخاتمة، ومن كان في قلبه نفاق أو رياء تخبط به الشيطان في أعقاب حياته، وإنما يتعثر من لم يخلص.

قال صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة) (١).

قال ابن حجر في الرجل الأول: "وهو محمول على المنافق والمرائي" (٢).

ثانيًا: تصفية القلب من كل عقيدة فاسدة من كفر ونفاق وبدعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار) (٣).

قال الغزالي: "ولسوء الخاتمة أسباب تتقدم على الموت مثل: البدعة والنفاق والكبر وجملة من الصفات المذمومة" (٤).

ثالثًا: المداومة على العمل الصالح وتركِ العمل الطالح، قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: ٩٩].

وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ} [آل عمران ١٠٢]. قال ابن كثير: " أي: حافظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه؛ فإن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن


(١) رواه البخاري (٣/ ١٠٦١)، ومسلم (١/ ١٠٦).
(٢) فتح الباري (١١/ ٤٨٧).
(٣) رواه مسلم (١/ ٩٤).
(٤) إحياء علوم الدين، للغزالي (٤/ ١٧٢).

<<  <   >  >>