للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لا تَحْقِرَنَّ صغيرةً … إنَّ الجِبَالَ مِنَ الحَصَى (١).

وقال الحسن: المتقون اتَّقَوا ما حُرِّم عليهم، وأدَّوا ما افْتُرِض عليهم.

وقال عُمَر بن عبد العزيز: ليس تقوى الله بصيام النهار، ولا بقيام الليل، والتخليطِ فيما بَيْنَ ذلك، ولكن تقوى اللهِ تركُ ما حرَّم الله، وأداءُ ما افترضَ الله (٢).

وقال ابن رجب: "وأصلُ التّقوى: أنْ يجعل العبدُ بينَه وبينَ ما يخافُه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربه: أنْ يجعل بينه وبينَ ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقايةً تقيه من ذلك وهو فعلُ طاعته، واجتنابُ معاصيه (٣).

وقال ابن القيم: "وأما التقوى فحقيقتها: العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً، أمراً ونهياً، فيفعل ما أمر الله به إيمانًا بالأمر، وتصديقًا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهي وخوفاً من وعيده، كما قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله. وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى (٤).

مراتبها:

ليست التقوى على مرتبة واحدة، بل هي على مراتب، يتفاوت أهلها فيها حسب قيامهم بأعمالها، وتظهر آثارها الحسنة عليهم بحسب درجتهم في تلك المنازل فـ" التقوى ثلاث مراتب: إحداها: حِمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات. الثانية: حميتها عن المكروهات. الثالثة: الحِمية عن الفضول وما لا يعني. فالأولى: تعطي العبد حياته. والثانية:


(١) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٢٠/ ١١).
(٢) المرجع السابق (٢٠/ ٨).
(٣) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٢٠/ ٥).
(٤) الرسالة التبوكية، لابن القيم (٢/ ٩).

<<  <   >  >>