عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسّلم وخرج معه أبو بكر، احتمل أبو بكر ماله كله معه (٥٠٠٠) أو (٦٠٠٠) درهما، قالت: وانطلق بها معه.
قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قلت: كلا يا أبت، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا، قالت:
فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبت ضع يدك على هذا المال.
قالت: فوضع يده عليه، قال: لا بأس، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم.
ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني أردت أن أسكت الشيخ بذلك.
إن هجرة النبي صلّى الله عليه وسلم لم تكن عملا عشوائيا ارتجاليا، وإنما كانت خطة حكيمة متكاملة تمت في غاية الحكمة والأناة.
فقد اشترك في رحلة الهجرة ست لجان:
١- لجنة تموينية: تعد الطعام للمهاجرين، وهي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها.
٢- لجنة تموهية: للنوم في فراشه صلّى الله عليه وسلم، وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
٣- لجنة إعلامية: لنقل أخبار قريش وتحركاتهم، وهو عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه.
٤- لجنة تضليلية: لمحو آثار الأقدام إلى الغار، وهو عامر بن فهيرة.
٥- لجننة إرشادية: للدلالة على الطريق، وهو عبد الله بن أبي أريقط.
٦- لجنة المرافقة: للقيام بخدمة النبي صلّى الله عليه وسلم، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.