«قدموا لأنفسكم، تعلمن الله ليصعقنّ أحدكم، ثم ليدعنّ غنمه ليس لها راع، ثم ليقولنّ له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي فبلغك، وآتيتك مالا وأفضلت عليك، فما قدمت لنفسك؟ فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا، ثم لينظرنّ قدماه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من قدم من أهل النبي صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة
بعد أيام وصلت زوجته سودة بنت زمعة وبنتاه فاطمة وأم كلثوم، وخادمه أسامة بن زيد، وحاضنته أم أيمن، وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر، وبقي في مكة من أبنائه صلّى الله عليه وسلم زينب عند أبي العاص، منعها من الخروج، وقد هاجرت بعد غزوة بدر.
أصاب بعض المسلمين حمّى يثرب، وكان ممن أصيب، أبو بكر وبلال، فجاءت عائشة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد حبا، وصححها، وبارك في صاعها ومدها، وانقل حماها» . أخرجه البخاري وأحمد ومسلم.