للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[قتل ابني أبي الحقيق لنقض العهد:]

وعلى رغم هذه المعاهدة غيب ابنا أبي الحقيق مالا كثيرا، غيبا مسكا فيه مال وحلى لحيي بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير.

قال ابن إسحاق: وأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلم بكنانة بن أبي الحقيق وكان عنده كنز بني النضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعرف مكانه، فأتى رجل من اليهود فقال: إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة. فقال: رسول الله صلّى الله عليه وسلم لكنانة: أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك؟ قال:

نعم! فأمر بالخربة، فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي، فأبى أن يؤديه.

فدفعه إلى الزبير، وقال: عذبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزند في صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بمحمود بن مسلمة (وكان محمود قتل تحت جدار حصن ناعم ألقى عليه الرحى، وهو يستظل بالجدار فمات) .

وذكر ابن القيم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمر بقتل ابني أبي الحقيق، وكان الذي اعترف عليهما بإخفاء المال هو ابن عم كنانة.

وسبى رسول الله صلّى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب، وكانت تحت كنانة ابن أبي الحقيق، وكانت عروسا حديثة عهد بالدخول.

[قسمة الغنائم:]

وأراد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يجلي اليهود من خيبر، فقالوا: يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها، ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم، ولم يكن لرسول الله صلّى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يفرغون يقومون عليها، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع، ومن كل ثمر ما بدا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يقرهم. وكان عبد الله بن رواحة يخرصه عليهم.

وقسم أرض خيبر على ستة وثلاثين سهما، وجمع كل سهم مائة سهم، فكانت ثلاثة آلاف وستمائة سهم، فكان لرسول الله صلّى الله عليه وسلم والمسلمين النصف من ذلك وهو ألف وثمانمائة سهم، لرسول الله صلّى الله عليه وسلم سهم كسهم أحد المسلمين، وعزل النصف الآخر وهو ألف وثمانمائة سهم،

<<  <   >  >>