للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بنود البيعة:]

وقد روى ذلك الإمام أحمد عن جابر مفصلا. قال جابر: قلنا: يا رسول الله على ما نبايعك؟ قال:

(١) على السمع والطاعة في النشاط والكسل.

(٢) وعلى النفقة في العسر واليسر.

(٣) وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(٤) وعلى أن تقوموا في الله، لا تأخذكم في الله لومة لائم.

(٥) وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة «١» .

وفي رواية كعب- التي رواها ابن إسحاق- البند الأخير فقط من هذه البنود، ففيه «قال كعب. فتكلم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فتلا القرآن، ودعا إلى الله، ورغب في الإسلام، ثم قال:

أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم. فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال:

نعم، والذي بعثك بالحق (نبيا) لنمنعنك مما نمنع أزرنا «٢» منه، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحلقة، ورثناها كابرا (عن كابر) .

قال: فاعترض القول- والبراء يكلم رسول الله صلّى الله عليه وسلم- أبو الهيثم بن التيهان، فقال:

يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا، وإنا قاطعوها- يعني اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟

قال: فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم «٣» .


(١) رواه الإمام أحمد بإسناد حسن، وصححه الحاكم وابن حبان، انظر مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي ص ١٥٥، وروى ابن إسحاق ما يشبه هذا عن عبادة بن الصامت، وفيه بند زائد، وهو «أن لا ننازع الأمر أهله» انظر ابن هشام ١/ ٤٥٤.
(٢) العرب تكني عن المرأة بالإزار وتكني أيضا بالإزار عن النفس.
(٣) ابن هشام ١/ ٤٤٢.

<<  <   >  >>