للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما حلت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب.

وفي رواية: لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا تلتقط ساقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه، فقال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال: إلا الإذخر.

وكانت خزاعة قتلت يومئذ رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم بهذا الصدد: يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل فلقد كثر القتل إن نفع، لقد قتلتم قتيلا لأدينه، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين، إن شاؤوا فدم قاتله، وإن شاؤوا فعقله.

وفي رواية: فقام رجل من أهل اليمن يقال له «أبو شاه» فقال: اكتب لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاه «١» .

تخوف الأنصار من بقاء الرسول- صلّى الله عليه وسلم- في مكة:

ولما تم فتح مكة على الرسول صلّى الله عليه وسلم- وهي بلده ووطنه ومولده- قال الأنصار فيما بينهم:

أترون رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها- وهو يدعو على الصفا رافعا يديه- فلما فرغ من دعائه قال: ماذا قلتم؟ قالوا: لا شيء يا رسول الله، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم.

[أخذ البيعة:]

وحين فتح الله مكة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم والمسلمين تبين لأهل مكة الحق، وعلموا أن لا سبيل إلى النجاح إلا الإسلام، فأذعنوا له، واجتمعوا للبيعة، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلم على الصفا يبايع الناس، وعمر بن الخطاب أسفل منه، يأخذ على الناس، فبايعوه على السمع والطاعة فيما استطاعوا.


(١) انظر لهذه الروايات صحيح البخاري ١/ ٢٢، ٢١٦، ٢٤٧، ٣٢٨، ٣٢٩، ٢- ٢/ ٦١٥، ٦١٧، وصحيح مسلم ١/ ٤٣٧، ٤٣٨، ٤٣٩، وابن هشام ٢/ ٤١٥، ٤١٦، أبو داود ١/ ٢٧٦.

<<  <   >  >>