٥- كان لشيوع خبر مقتل رسول الله صلّى الله عليه وسلم في صفوف المسلمين، فائدة عظمته، وهي أن ارتباط المسلمين برسول الله صلّى الله عليه وسلم ووجوده فيما بينهم كان له من القوة بحيث لم يكونوا يتصورون فراقه. ولم يكونوا يتخيلون قدرة لهم على التمسك من بعده.
فكان من الحكمة الباهرة شيوع هذا الخبر كي يستفيق المسلمون إلى الحقيقة التي ينبغي أن يوطنوا أنفسهم لها منذ الساعة، وأن لا يرتدوا على أعقابهم إذا وجدوا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قد اختفى ما بينهم، قال الله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران ١٤٤] .
٦- الإيمان الكامل بالله ورسوله، والمحبة التامة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، كانا هما سبب التضحية الرائعة، من قبل الصحابة الذين كانوا يتساقطون الواحد منهم إثر الآخر تحت وابل السهام، وهم في نشوة عارمة، وكلهم حرص على حفظ حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم.