للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها، لم يفد، مكبول

نبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال ... قرآن فيها مواعيظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم ... أذنب، ولو كثرت فيّ الأقاويل

لقد أقوم مقاما لو يقوم به ... أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل

لظل يرعد، إلا أن يكون له ... من الرسول بإذن الله تنويل

حتى وضعت يميني ما أنازعه ... في كف ذي نقمات قيله القيل

فلهو أخوف عندي إذ أكلمه ... وقيل: إنك منسوب ومسؤول

من ضيغم بضراء الأرض مخدره ... في بطن عثر غيل دونه غيل

إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول

ثم مدح المهاجرين من قريش؛ لأنهم لم يكن تكلم منهم رجل في كعب حين جاء إلا بخير، وعرض في أثناء مدحهم على الأنصار لاستئذان رجل منهم في ضرب عنقه، قال:

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ... ضرب إذا عرد السود التنابيل

فلما أسلم وحسن إسلامه مدح الأنصار في قصيدة له، وتدارك ما كان قد فرط منه في شأنهم، قال في تلك القصيدة:

من سره كرم الحياة فلا يزل ... في مقنب من صالحي الأنصار

ورثوا المكارم كابرا عن كابر ... إن الخيار هم بنو الأخيار

(٦) وفد عذرة- قدم هذا الوفد في صفر سنة ٩ هـ. هم اثنا عشر رجلا فيهم حمزة بن النعمان. قال متكلمهم حين سئلوا من القوم: نحن بنو عذرة، أخوة قصي لأمه، نحن الذين عضدوا قصيا، وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر، لنا قرابات وأرحام، فرحب بهم النبي صلّى الله عليه وسلم، وبشرهم بفتح الشام، ونهاهم عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها. أسلموا وأقاموا أياما ثم رجعوا.

(٧) وفد بلي- قدم في ربيع الأول سنة ٩ هـ، وأسلم وأقام بالمدينة ثلاثا، وقد سأل رئيسهم أبو الضبيب عن الضيافة هل فيها أجر؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «نعم، وكل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة» ، وسأل عن وقت الضياغة، فقال: «ثلاثة أيام» ، وسأل عن ضالة

<<  <   >  >>