من المعروف أن مفهوم العبادة في الإسلام شامل. فهو لا يقتصر على أداء الشعائر التعبدية فحسب، ولكن يشمل جوانب سلوك الإنسان في جميع جوانب حياته، ويحيط بجميع نشاطات الإنسان في الاعتقاد والعبادة والمعاملات والأخلاق, ويأبى على الإنسان إلا أن يعبد الله في كل قول يقوله وكل عمله يعمله، وأن يبتغي بذلك وجه الله تعالى. وذلك مصداقًا لقوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦] .
فغاية العلم، إذن، تطبيقه في الحياة، ومن وظائفه أن يزيد الإنسان معرفة بربه ليعبده حق عبادته اعتقادًا بوحدانيته، وأداء لشرائعه، والتزاما بمنهجه. وأن يؤهله للارتقاء بالحياة وفق معطيات العصر. ولا يكون هذا سلوكًا موجهًا نحو الذات فقط، ولكن نحو الغير والمجتمع أيضًا، فالمسلم لا يعيش في معزل، ولا يعمل لذاته فقط، بل هو عنصر في جماعة المسلمين، وعضو في المجتمع المسلم وفي المجتمع الإنساني.
وبذلك فإن تطبيق منهج الله في كل مكان وكل زمان وكل الأمور لخدمة كل الناس غاية من غايات تحصيل العلم في الإسلام، قال الله تعالى: