إنه لأمر طبيعي أن تؤثر هذه التطورات التي ذكرناها سابقًا على التربية في جميع المجتماعات وبخاصة النامية منها. لذلك أصبح التربويون في حيرة من أمرهم. ففي هذا الخضم الهائل من التغيرات، كيف يوجهون تربية الأجيال القادمة؟ وفي ظل هذا التسارع غير المسبوق، لأي عصر يربون هذه الأجيال؟ للعصر الحاضر سريع التغير؟ أم للعصر القادم غير محدد الملامح؟ وما متطلبات العصر القادم التربوية؟ وهل الماضي لم يعد له قيمة تربوية؟ ثم، هل يربون للكونية أم للقومية؟ وإذا اختاروا الكونية، فما مصير الذاتية الثقافية؟ كيف يتعاملون مع البث المباشر؟ وكيف يتعاملون مع الغزو التربوي الذي لا سبيل إلى الهروب منه؟ وكيف يمكن مواجهة الطوفان التقني العارم؟ وكيف يمكن استثماره لصالح البشرية؟ وكيف يمكن التوقي من شروره؟
وكما يتوقع القارئ لا يمكن إجابة هذه الكوكبة من الأسئلة في الحيز المتاح لنا في هذا الفصل. لذلك سوف نقتصر على تحديد أهم الاتجاهات المعاصرة التي حاول المربون بها مواجهة ما سبق ذكره في ثلاثة من الجوانب الأكثر تأثيرًا -من وجهة نظر المؤلف- على المناهج الدراسية، وهي: